مرحبا بك في موقع المحامي منصور الكمالي 00971504644644 Mansoor@jaflaws.com

قد تساعد أخاك، صديقك، أو قريبك دون أن تعلم أنك بهذه “النية الطيبة” تضع نفسك تحت طائلة القانون. في لحظة تعاطف أو بدافع إنساني، قد تستقبل شخصًا فارًّا من العدالة، أو تخفيه عن أعين السلطات، معتقدًا أنك فقط تقدم له مساعدة مؤقتة.

لكن في القانون الإماراتي، ما يبدو تصرفًا بسيطًا قد يتحوّل إلى جريمة التستر على مطلوب، وهي تهمة جنائية قد تُعرّض صاحبها للسجن سنوات، خصوصًا إذا كانت الجريمة المرتبطة بالمطلوب خطيرة.

في هذا المقال، نوضح المفهوم القانوني لجريمة التستر، ومتى تكون النية الطيبة سببًا في الإدانة، ونتناول العقوبات المفروضة، وأهم وسائل الدفاع، مع شرح تفصيلي لدور محامٍ متخصص في قضايا التستر على مطلوب في القانون الإماراتي.

ما المقصود بجريمة التستر على مطلوب؟

 

ينص القانون الإماراتي في المادة 336 من قانون العقوبات الاتحادي رقم 31 لسنة 2021، على أن:

كل من أخفى بنفسه أو بواسطة غيره شخصًا صدر ضده أمر قبض أو كان مطلوبًا للعدالة، أو سهل له الهرب، مع علمه بذلك، يُعاقب بالحبس أو الغرامة، أو بكلتا العقوبتين.

ويُعد التستر أيضًا كل تصرف يهدف إلى:

  • توفير مكان آمن للمطلوب.
  • منحه وسيلة فرار.
  • إخفاء هويته الحقيقية.
  • تضليل الجهات الأمنية أو منع تنفيذ أمر قضائي.

ويُفرّق القانون بين التستر مع “علم” الشخص بأن من يساعده مطلوب، والتستر عن “جهل”، مما يُحدث فرقًا جوهريًا في العقوبة.

متى تصبح النية الطيبة جريمة؟

قد يقول شخص: “أنا فقط ساعدته لأنه بلا مأوى”، أو “اعتقدت أنه في ورطة عائلية”، أو “لم أكن أعلم أنه مطلوب”، وهنا يدخل القانون في مساحة حساسة بين النية الطيبة والنية الجنائية.

في نظر القانون:

  • إذا كان هناك علم مسبق بأن الشخص مطلوب أو محكوم عليه، فإن التستر يُعد جريمة قائمة بذاتها.
  • إذا لم يكن هناك علم واضح، ولكن ظهرت مؤشرات قوية (كالهرب أو التواري أو التردد في كشف هويته)، فالقضاء قد يفسر ذلك كعلم ضمني.

ما هي العقوبات المقررة في القانون الإماراتي؟

يعتمد نوع العقوبة على طبيعة الجريمة المرتبطة بالمطلوب:

  • إذا كان المتستر يعلم أن الشخص متهم في جنحة: العقوبة تصل إلى 3 أشهر حبس أو غرامة.
  • إذا كان المطلوب متهمًا أو محكومًا في جناية: العقوبة تصل إلى السجن من سنة إلى 7 سنوات.
  • إذا تم استخدام وسائل متقدمة للتستر (مثل تزوير وثائق، أو التنقل بين إمارات): تُشدد العقوبة وتُصنف الجريمة كجناية مشددة.
  • إذا اقترن التستر بعنف أو تهديد ضد السلطات: قد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد. 

حالات قانونية يمكنك الدفاع بها عن نفسك أمام القضاء

نعم، رغم صرامة القانون، إلا أنه يُقر بوجود حالات خاصة يمكن الدفع بها أمام القضاء:

  1. الجهل الفعلي بوضع المطلوب: إن لم يثبت أن المتستر كان يعلم بوجود حكم قضائي أو مذكرة توقيف.
  2. انعدام النية الجنائية: مثل الحالات التي تم فيها الإيواء لأسباب إنسانية عاجلة (مريض، طفل، سيدة معنفة).
  3. التهديد أو الضغط: في حال تم التستر تحت التهديد أو الابتزاز.
  4. المبادرة إلى الإبلاغ: إذا قام المتستر لاحقًا بالإبلاغ طوعًا، فقد تُخفف العقوبة.

5 خطوات يجب اتخاذها فورًا إذا وقعت في موقف مشابه

  • لا تتصرف بدافع العاطفة فقط.
  • تحقق من الوضع القانوني للشخص قبل تقديم أي مساعدة.
  • في حال الشك، تواصل مع الشرطة أو محامٍ فورًا.
  • لا تقدّم أي وثائق، أموال، أو وسيلة نقل لشخص لا تعرف وضعه القانوني.
  • احتفظ بأي محادثات أو دلائل تدعم نيتك السليمة.

لماذا تحتاج إلى محامٍ في قضايا التستر؟

 

قضايا التستر ليست بسيطة، فهي تتعلق بنيّة المتهم، ومدى علمه، وسلوكه أثناء الواقعة، وكلها أمور يصعب إثباتها أو نفيها دون خبرة قانونية.

محامٍ متخصص في قضايا التستر على مطلوب في القانون الإماراتي يمكنه:

  • تحليل ملف القضية بالكامل.
  • إثبات غياب العلم أو النية الجنائية.
  • صياغة دفاع قوي يستند إلى الثغرات القانونية.
  • التواصل مع الجهات المختصة لتسوية أو تخفيف الحكم.

تمثيلك أمام القضاء بكفاءة لحماية سمعتك ومستقبلك.

النية الطيبة لا تُعفيك من المسؤولية القانونية إن تجاوزت حدود القانون، وقد يكون التستر على مطلوب تصرفًا إنسانيًا من وجهة نظرك، لكنه في عيون القانون، تهديد للعدالة.

إذا كنت تواجه اتهامًا أو موقفًا قانونيًا حساسًا بسبب المساعدة غير المقصودة لشخص مطلوب، تواصل فورًا مع محامٍ متخصص في قضايا التستر على مطلوب في القانون الإماراتي.

المحامي منصور الكمالي يقدم استشارات دقيقة وتمثيلًا قانونيًا احترافيًا في مثل هذه القضايا المعقدة، ويعمل على حمايتك قانونيًا وتوضيح موقفك أمام الجهات المختصة.