كل ما يجب أن تعرفه عن جرائم الاعتداء في الإمارات والعقوبات القانونية
المشاجرات والخلافات جزء من الحياة اليومية في أي مجتمع، لكن في الإمارات لا يُنظر إليها كمجرد “خلاف عابر” فالقانون الإماراتي واضح وصارم في التعامل مع الاعتداءات، سواء كانت لفظية أو جسدية وأي تجاوز قد يُعتبر جريمة قائمة بذاتها، وتصل عقوبتها أحيانًا إلى الحبس أو الإبعاد.
في هذا المقال نسلط الضوء على صور جرائم الاعتداء في الإمارات، والعقوبات المرتبطة بها، وكيف يمكن تجنبها أو التعامل معها إذا وجدت نفسك طرفًا فيها.
أولًا: الاعتداء اللفظي: كلمة قد تفتح عليك باب قضية
قد يظن البعض أن الكلمات تنتهي في لحظتها، لكن القانون الإماراتي يعتبر السب والقذف في الأماكن العامة أو عبر الإنترنت جريمة صريحة، فالتعدي اللفظي قد يتحول إلى دعوى جنائية تؤدي إلى غرامات مالية أو عقوبات بالسجن، خاصةً إذا كان موجّهًا إلى موظف عام أو ترافق مع تهديد.
الألفاظ لا تُقاس فقط بمدى قسوتها، بل بسياقها وتأثيرها على الطرف الآخر ولهذا، ما قد تراه “مزحة” قد يراه القانون تعديًا كامل الأركان.
ثانيًا: الاعتداء الجسدي من مشادة إلى تهمة جنائية
أي مشادة تنتهي بدفع أو ضرب حتى لو لم ينتج عنها إصابة خطيرة قد تُعتبر اعتداءً جنائيًا، فالقانون ينظر إلى الفعل ذاته وليس إلى نية الشخص فقط، والاعتداء الجسدي درجات متعددة تحددها خطورة الفعل والضرر الناتج.
خطورة هذه القضايا تكمن في أنها تبدأ صغيرة جدًا، لكنها سرعان ما تتطور أمام القضاء إلى ملف جنائي كامل يصعب الخروج منه دون آثار.
اقرأ أيضًا:
الاعتداء الجسدي والدفاع عن النفس في القانون الإماراتي
ثالثًا: الاعتداء على موظف عام جريمة بعقوبة مضاعفة
من أخطر صور جرائم الاعتداء في الإمارات هي الاعتداء على موظف أثناء تأدية عمله، القانون يعتبر ذلك مساسًا بهيبة الدولة، ولهذا العقوبات تكون أشد من الاعتداء العادي، قد تصل العقوبة إلى السجن سنوات طويلة، وغرامات عالية، وأحيانًا الإبعاد إذا كان المعتدي أجنبيًا.
ويزداد الموقف خطورة إذا وقع الاعتداء في منشأة حكومية أو خلال أداء الموظف لمهامه، حيث ترى المحكمة أن الجريمة موجهة ضد النظام العام ذاته.
رابعًا: المشاجرات في الأماكن العامة خط أحمر للقانون
الاشتباكات في الشارع أو المراكز التجارية أو الملاعب تُعتبر تهديدًا مباشرًا للأمن والسكينة العامة، حتى لو لم يسفر الخلاف عن إصابات، قد يتم توقيف جميع الأطراف وتوجيه تهم بالاعتداء أو الإخلال بالنظام العام.
وتكمن الخطورة في أن الأماكن العامة غالبًا ما تكون مزودة بكاميرات مراقبة، مما يجعل إثبات الجريمة أسهل بكثير، ويضع الأطراف أمام مسؤولية أكبر.
خامسًا: الآثار المترتبة على جرائم الاعتداء
الاعتداء لا ينتهي عند صدور الحكم، بل يمتد أثره لسنوات طويلة على سمعة ومستقبل الفرد، وبعض العقوبات قد تُلغى بمرور الوقت، لكن السجل الجنائي يظل عائقًا أمام الكثير من الفرص.
إليك أبرز النتائج التي تترتب على الإدانة في قضايا الاعتداء:
- سجل جنائي قد يعيق فرص العمل والإقامة.
- أوامر منع سفر أو توقيف.
- إمكانية صدور حكم بالإبعاد للمقيمين الأجانب.
- فقدان السمعة الشخصية والمهنية.
كيف تتجنب الوقوع في جرائم الاعتداء؟
تجنب الاعتداء ليس مستحيلًا، بل يحتاج إلى وعي وسيطرة على الانفعالات، وإدراك مدى خطورة الموقف قبل تطوره؛ هو السلاح الأقوى لحماية نفسك، يمكنك اتباع بعض الخطوات العملية البسيطة:
- تحكم في انفعالاتك خاصة في الأماكن العامة.
- تجنب الدخول في مشادات أو رد الشتائم بالمثل.
- إذا تعرضت لاعتداء، وثّق الموقف واطلب الشرطة بدلًا من الرد بالعنف.
- تذكر أن القانون لا يتساهل مع الاعتداء حتى لو بدأه الطرف الآخر.
للمزيد من التفاصيل يمكنك زيارة
– خدمات العدل والسلامة والاشتراك في التحديثات | البوابة الرسمية لحكومة الإمارات العربية المتحدة
المحامي الخبير خطك الدفاعي الأول
وجود محامٍ متخصص في قضايا الاعتداء ليس رفاهية، بل ضرورة، فالتعامل مع هذه القضايا دون خبرة قانونية قد يؤدي إلى عواقب أكبر مما تتوقع.
المحامي يمكنه أن:
- يثبت أنك كنت في موقف دفاع عن النفس.
- يطعن في الأدلة إذا لم تكن قوية أو قانونية.
- يتفاوض لتخفيف العقوبات أو إسقاط التهمة.
- يحمي مستقبلك القانوني والإقامة في الإمارات.
ختامًا، فالمشاجرات قد تبدأ بكلمة أو إشارة غضب، لكنها في الإمارات قد تتحول إلى قضية جنائية كاملة، لذلك من المهم أن تكون واعيًا بخطورة جرائم الاعتداء في الإمارات وأن تسيطر على انفعالاتك، وإذا وجدت نفسك طرفًا في قضية من هذا النوع، لا تؤجل طلب المساعدة. تواصل مع المحامي منصور الكمالي لتحصل على استشارة قانونية دقيقة ودفاع قوي يحميك من تبعات الموقف.