أحيانًا تصل الخلافات الزوجية إلى نقطة لا عودة منها، حيث يتحوّل البيت من مكان أمان وراحة إلى مصدر للألم والضغط النفسي، في هذه الحالات يمنحك القانون الإماراتي فرصة حماية نفسك عبر طلب الطلاق للضرر، كخطوة تحررك من علاقة لم تعد آمنة أو صحية.
ومن واقع خبرتي القانونية في مساعدة الأزواج والزوجات على استعادة استقرار حياتهم، أضع بين يديك دليلاً واضحًا يشرح لك ما هو طلاق الضرر وما هي حقوقك، وخطواتك العملية لتقديم دعوى الطلاق للضرر، وكيفية تقوية موقفك أمام المحكمة لضمان الحفاظ على مستقبلك وحقوقك كاملة.
طلاق الضرر في القانون الإماراتي
طلاق الضرر هو فسخ عقد الزواج إذا تعرض أحد الزوجين لضرر جسيم يجعل استمرار الحياة الزوجية غير ممكن، ينص قانون الأحوال الشخصية الإماراتي في المادة (117) على أحقية الزوج أو الزوجة في طلب الطلاق إذا ثبت الضرر، بعد محاولة الصلح من خلال لجنة الإرشاد والتوجيه الأسري.
متى يحق للزوجة طلب طلاق الضرر؟
وفق طلاق الضرر في القانون الإماراتي، يحق للزوجة تقديم دعوى إذا تعرضت لأحد أشكال الضرر التالية:
- الإيذاء الجسدي: كالضرب المبرح أو الاعتداء البدني.
- الإيذاء النفسي: الإهانة المستمرة أو الإذلال.
- الهجر أو الغياب: إذا هجرها الزوج أكثر من 6 أشهر، أو غاب أكثر من سنة.
- عدم الإنفاق: الامتناع عن الإنفاق رغم القدرة.
- أسباب صحية أو مرضية: تؤثر على الحياة الزوجية بشكل سلبي.
3 شروط لرفع دعوى طلاق الضرر
لنجاح دعوى طلاق الضرر في القانون الإماراتي، يجب توافر الشروط التالية:
- وجود ضرر حقيقي ومؤثر على الحياة الزوجية.
- إثبات الضرر بالأدلة، مثل الشهود أو التقارير الطبية أو الرسائل.
- محاولة الصلح عبر لجنة الإرشاد الأسري قبل رفع الدعوى للمحكمة.
ما هي خطوات رفع دعوى طلاق الضرر؟
الإجراءات القانونية لرفع دعوى طلاق الضرر في القانون الإماراتي تشمل:
- تقديم شكوى إلى لجنة الإرشاد الأسري: لمحاولة الإصلاح بين الزوجين.
- إحالة القضية للمحكمة: إذا فشلت محاولات الصلح.
- إثبات الضرر أمام القاضي: باستخدام جميع وسائل الإثبات القانونية.
- صدور الحكم: إما بالموافقة على الطلاق أو رفض الدعوى إذا لم يثبت الضرر.
أسباب هامة تُرفض فيها دعوى طلاق الضرر
حتى مع وجود معاناة حقيقية، قد تُرفض الدعوى في الحالات التالية:
- عدم تقديم أدلة كافية.
- غياب الشهود أو ضعف شهادتهم.
- عدم حضور الجلسات.
- أخطاء شكلية في الدعوى.
أهمية الاستعانة بمحامٍ مختص
التعامل مع قضايا طلاق الضرر في القانون الإماراتي يتطلب دقة في الإجراءات وقوة في عرض الأدلة. كمحامٍ مختص، أعمل على:
- تقييم وضعك القانوني بدقة.
- تجهيز ملف الدعوى بأدلة قوية.
- تمثيلك أمام المحكمة بأفضل شكل.
- ضمان الحفاظ على حقوقك المالية والشخصية.
في النهاية، طلاق الضرر في القانون الإماراتي هو حق يحمي الزوج أو الزوجة من حياة زوجية لا يمكن الاستمرار فيها بسبب الأذى الجسيم، لكن نجاح الدعوى يعتمد على إثبات الضرر واتباع الإجراءات القانونية بدقة. إذا كنت في موقف يستدعي طلب الطلاق للضرر، فإن التواصل مع محامٍ مختص يمنحك الدعم القانوني الذي تحتاجه لتأمين حقوقك وبداية حياة جديدة بأمان.